م
من بين المرافق الخضراء او الصفراء او ذات التدبير الاسود بمدينة قصبة تادلة ما يسمى بالمناطق الخضراء ، هذا الإرث الذي يعاني اليوم اكثر من اي قطاع اخر بالمدينة بعد مرفق النظافة ، خصوصا بعض او جل المساحات الخضراء التي سلمت سابقا الى المجلس البلدي في حلة خضراء بهيجة كان الجميع يتحدث عن هذه الإضافة ،خصوصا ما توفره و ماوفرته سابقا للساكنة في فصول الصيف السابقة وحرارتها المفرطة ، حيث كانت سابقا بمتابة فضاء او منتجع ان صح التعبير تمت العناية بجميع تفاصيلها الولاية الجماعية السابقة ، عناية أثارت ونالت اعجاب الجميع ،مما وفرته من مناظر ومساحات خضراء زادت المدينة رونقا ،وقدمت خدمات سياحية استجمامية للسكان المنطقة في فترة الصيف لم تكن تحلم بها سابقا ، حيث اصبحت ملاذا مفضلا للساكنة بدون استثناء من اجل الاستجمام والتمتع بطقسها الرطب والهروب في نفس الوقت من لفيح درجات الحرارة التي تعرفها المدينة ، فاضحت بامتياز متنزها لا عوض ولا عوج عنه ولا بديل ، لكثرة الزوار الذين اعتادوا كل مساء زيارته والجلوس به والاحساس بطقسه المعتدل البارد ،فاصبح عادة لجميع سكان المدينة صغيرها وكبيرها يفكرون الذهاب اليه كل مساء مع فكرة إقامة وجبة عشاء رومانسية الى وقت متأخر ، في الوقت الذي اختار فيه البعض الآخر مع ذويهم قضاء الليل بكامله حتى الصباح
كلها احلام و ذكريات اندثرت مع مجيئ المجلس الجماعي الحالي الذي تفنن ايما تفنن لا نظير له في عدم الاكثرات او الاهتمام به وما يقدمه للساكنة من خدمات استجمامية ، حيث تم فقدان العديد من المساحات الخضراء والمعشوشبة دون أي محاولة تذكر من اجل تجديده او اعادة الحياة اليه نذكر فقط على سبيل الاستئناس لا الحصر الشريط الاخضر الموجودة قرب الحاجز الامني بطريق أبي الجعد الذي لم يعد له أي وجود او بعض الأشرطة الاخرى التي في طريقها الى الزوال والاندثار كما هو الشأن بالنسبة للشريط الموجود بحي سمارة او الحديقة الموجودة قرب السوق التي اظحت هي الاخرى ذات لون احمر ماشاء الله ونفس الشيئ بالنسبة لشريط شارع فاس
. العجيب في الامر ان هذه المناطق يتم سقيها بانتظام شأنها شأن باقي المناطق الأخرى، حيث تستنزف كميات هائلة من المياه دون جدوى ، ولغياب المراقبة القبلية من المجلس والسيد الرئيس والمسؤول عن المناطق الخضراء نلاحظ لا مبالات الشركة التي فوض لها تدبير هذا القطاع لانها لا تقوم بأي استصلاح او اعادة احياء العشب من خلال اجتهادات جادة بل تكتفي فقط باستنزاف الفرشة المائية والقيام بعملية جز العشب باليات اكل الدهر عليها وشرب في غفوة او لربما نوم عميق من المجلس البلدي لأن هناك انجازات أخرى كثيرة ومتنوعة تلهي القائمين على الشأن المحلي بالمراقبة او الدخول في الإجراءات القانونية الخاصة بمثل هذه الخروقات او الضياع او لان السيد الرئيس ومن معه لا يستطيعون النبس ببنت شفة لما تعرض له هذا المرفق الحيوي من اختلالات كارثية ستظهر أثارها في الايام المقبلة حين ترتفع الحرارة ليبقى المتضرر الكبير هو المواطن التادلوي ، وهنا وجب التساؤل هل لا زال المجلس الجماعي يقوم بدفع مقابل للشركة التدبير للمناطق الخضراء على المساحات التي أصبحت جرداء ،لانه لو كان الامر كذلك وجب على السلطات المعنية التحقيق في الامر لان اموال دافعي الضرائب بمدينة قصبة تادلة ليست ريعا من اجل جبر الخواطر