ماربيا-إسبانيا: مريم مصطفى عروسي.
طفى عروسي.ماربيا، المدينة الإسبانية الساحرة،جوهرة الأندلس ووجهة أثرياء العالم، التي اشتهرت بشواطئها المُذهلة ومنتجعاتها الفاخرة والمراسي التي تجتذب ملايين الزوار كل سنة.
لكن بالإضافة إلى سحرها المُعاصر، تتمتع مدينة ماربيا بتاريخ غني ورائع يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وفق المؤرخين. فبعد الحرب العالمية الثانية، تحوّلت المدينة من قرية صيد هادئة إلى وجهة سياحية مُزدهرة، إذ استحوذ “ماركيز إيفانري ” وابن أخيه الأمير ألفونسو، على عقارين فيها، وأصبح أحد هذين العقارين، في عام 1954، فندق “نادي ماربيا” الشهير الذي يتردّد عليه نجوم السينما العالميون وأفراد العائلات الأرستقراطية الأوروبيةلأرستقراطية الأوروبية والعربية
. نتيجة لهذا التطوّر الحضري، ارتفعت أسعار الأراضي بشكل مُذهل. وظلٌَت مدينة ماربيا الساحرة وجهة للطائرات في السبعينيات والثمانينيات، وظهر العرب على الساحة كمُستثمرين مُهمين فيها، بحيث بنى الملك الراحل فهد بن عبد العزيز قصره الشهير الذي يشبه البيت الأبيض في المدينة الإسبانية، وبرزت في هذه الفترة المدينة في عصرها الذهبي للعالم، كوجهة للأثرياء ورجال الأعمال ونجوم السينما والمشاهير عالمياً.
وبدأت المشاريع السياحية الضخمة تغزو المدينة، وكان أضخمها ميناء “بويرتو بانوس” الذي بُني عام 1970، وتضمّن عدة فنادق وملاعب غولف وصالات ديسكو وميناء لليخوت. ومنذ افتتاحه، الذي حضره “جريس كيلي”و “رينييرو دي موناكو”، اعتُبر واحداً من الأكبر من نوعه في أوروبا، وعلى مر السنين، رست اليخوت الأكثر شُهرة فيه.
وعوامل عديدة جذبت السياح على مدار السنة إلى ماربيا، مثل المناظر الجميلة التي جذبت أنشطة مناسبة للأفراد والأزواج والعائلات، وطقسها المثالي، إذ يمكن للمرء الاستمتاع بـ 320 يوماً مشمساً سنوياً. لكن الفخامة ونمط الحياة الفاخر، ميّزت ماربيا عن سواها، وجعلت منها وجهة لسياحة الأثرياء. في هذا السياق، عملت المدينة على توفير أفضل البنى التحتية الترفيهية في العالم، وتقديم كل ما يلزم للسائح الثري ليعيش تجربة وكأنّه في الجنة، من فنادق ومنتجعات ومحلات تجارية، ونوادٍ وشواطئ، فاخرة.
لذا، تميزت المدينة بكونها واحدة من أكثر البنى التحتية الكاملة لممارسة رياضة الغولف في العالم (وهي رياضة يُمارسها الأثرياء عامة). مدينة ماربيا وجهة مثالية للسياحة الفاخرة، وتتمتع بكل وسائل الترف التي يمكن أن تشتريها أموال الأثرياء للترفيه، إذ يستثمر شيوخ وأمراء وأثرياء العالم العربي فيهافيها في قطاع العقارات والفنادق.
والاستثمار العربي هو تقليد في ماربيا منذ الستينيات. والعديد من العقارات الشهيرة والفاخرة التي تقع في مناطق النخبة مثل لا زاغاليتا، غولدن مايل، سييرا بلانكا، بويرتو بانوس، مملوكة لمواطنين عرب. ومع بداية قدوم العرب والاستثمار وامتلاك العقارات في ماربيا، تم بناء مسجد فيها، وافتتحت البنوك العربية مؤسساتها ومتاجرها في المدينة الساحلية.
ومع الطفرة التي شهدتها سياحة العرب في ماربيا، سعى المعنيّون بتطوير الروابط الجوية بين مالاقا، المقاطعة التي تقع فيها ماربيا، والشرق الأوسط، بحيث توفّرت رحلات جوية بين مالاقا ودول عربية خليجية مثل قطر والمملكة العربية السعودية. وفيما تتميز ماربيا عن بقية إسبانيا بأناقتها وتفردها، ينفق السائح العربي الثري فيها، أكثر من أي سائح آخر، كما أنّ مدة إجازته تفوق متوسط إجازات الزوار الآخرين، بسبب مناخ البحر الأبيض المتوسط الجميل. كذلك، وبسبب تدفّق الأثرياء العرب إلى ماربيا، كان فندق “ألاندا ماربيا” أول فندق في إسبانيا يحصل على شهادة الحلال، وقد جهّز غرفه بلافتات توضح اتجاه مكة للصلاة.
مزيج ماربيا الفريد من المناخ المشمس وأسلوب الحياة الفاخر والالتزام بالسياحة المستدامة، أكّدت جودة الحياة الاستثنائية فيها، وصنّفتها أفضل وجهة أوروبية لعام 2024، بحسب ما صنّفتها منظمة . European Best Destinations وتعود أيضاً شهرتها إلى عدد من المشاهير الذين زاروها وامتلكوا عقارات فيها، بسبب سحرها وجمال المناطق المحيطة بها، ونعومي كامبل وكلوديا شيفر وديفيد بيكهام جزء منهم.
وهناك تاريخ طويل من استضافة ماربيا للأثرياء والمشاهير، بدءاً من الخمسينيات. أثبتت ماربيا نفسها كواحدة من الوجهات الأكثر فخامة في إسبانيا وأوروبا ككل، نتيجة وفرة فنادق الخمس نجوم. وتمكنت الفنادق القديمة من التكيف مع الطلب والأسلوب المتغير باستمرار، مثل فندق “غران ميليا دون بيبي”، و”نادي ماربيا”، وفندق “بوينتي رومانو”
. وزادت وزادت الفنادق الفاخرة الأحدث، مثل فندق “نوبو”، الذي يجذب جمهوراً أصغر سناً، وفندق “هارد روك” الجديد. لكن قطاع الضيافة في ماربيا لا يتوقف عند هذا الحد، إذ إنّ أفخر سلاسل الفنادق العالمية أيضاً، متواجدة فيها. وتُعدّ المدينة مركزاً لمدرسة الضيافة الشهيرة، Les Roches، إذ أصبح بإمكان الطلاب، لا سيما العرب منهم، بدء حياتهم المهنية بعد التخرج في فروع الفنادق الدولية دون مغادرة المدينة السحرية. ويتطلب ارتياد معظم المطاعم حجزاً مسبقاً، وجميع المطاعم المتواجدة في ساحة بوينتي رومانو، مثل “سيرافينا” و”نوبو” و”مونكي كلوب”، محجوزة بالكامل قبل أشهر. وافتتح داني غارسيا، وهو طاهٍ حاصل على ثلاث نجوم ميشلان، كما غيره، مطاعم في مواقع مختلفة في جميع أنحاء ماربيا، لتجربة تذوق مختلفة، إلى جانب مطاعم “تاكومي” و”نينتاي” الحاصلة أيضاً على نجمة ميشلان والتي تقدم المأكولات اليابانية وغيرها. لمَن يبحث عن عطلة مريحة وأنيقة، تجد مجموعة متنوعة من النوادي الشاطئة الفاخرة لقضاء يوم ممتع ومريح. ويُعدّ Nikki Beach، صاحب الامتياز المعروف عالمياً، أحد الأندية الرائدة في ماربيا نظراً لخدمته الاستثنائية وأطباقه التي لا تشوبها شائبة. ويُعدّ Ocean Club وPlaya Padre أفضل خيار لمَن يبحث عن الحفلات.
وتجذب الحياة الليلية في ماربيا الكثيرين، حيث تعزف النوادي الليلية الراقية مثل La Suite وOlivia Valere وMomento موسيقى رائعة مع العديد من منسقي الأغاني الضيوف. وتُعدّ الكازينوهات أيضاً مشروعاً مشهوراً، وأكبرها يقع بجوار فندق “هارد روك” الجديد. فيما يتعلق بالتسوق، تقدم ماربيا مجموعة متنوعة من المحلات الفاخرة التي تقع في قلب مدينة “بويرتو بانوس”
. فقد فتحت العلامات التجارية مثل Louis Vuitton وYSL وFendi وDior وHermes وBottega Venetta أبوابها هنا لزبائنها الأثرياء، حيث يحظون بمعاملة حصرية وخاصة ويصلون إلى أحدث مجموعات هذه المحالّ. كما يمكن العثور على العديد من العلامات التجارية الفاخرة في El Corte Inglesو La Cañada وMarina Banus. ويمكن للأطفال الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الرياضات المائية، مثل التزلج على الماء، والزلاجات النفاثة، وركوب المياه. بالإضافةإلى ذلك، توفر ماربيا رياضة الكارتينج، وهي حديقة مغامرات تسمى “أفينتورا أمازونيا”، من بين العديد من أماكن الترفيه الأخرى للأطفال.
وما يجب زيارته في ماربيا – بويرتو بانوس: هذا الميناء هو مركز الفخامة الأكثر تميزاً في “كوستا ديل سول” حيث تقع ماربيا. هنا يمكن الاستمتاع باليخوت الفاخرة الرائعة، وبالتسوق في متاجر المصممين العالميين، والاستمتاع بالأطباق الرائعة في المطاعم الراقية، والتنزه على طول الميناء عند غروب الشمس والاستمتاع بالمناظر البانورامية للبحر الأبيض المتوسط. – ماربيا القديمة: هنا يمتزج السحر التاريخي مع الفخامة المعاصرة، حيث الشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى ومحلات الحرف اليدوية والمطاعم التقليدية والميدان البرتقالي وهو النقطة المركزية في البلدة القديمة. – الميل الذهبي: هنا الفخامة بذروتها حيث بعض العقارات الأكثر تميزاً في المدينة، والفيلات والقصور الفاخرة المذهلة التي تعكس نمط الحياة الفخم في ماربيا.
ويضمّ الموقع بعض الفنادق والمجمعات الأكثر تميزاً وباهظة الثمن مثل إل فويرتي، إل سان نيكولاس، غوادالمينا أو سالدوبا، لوس مونتيروس ودون بيبي