إسطلنبول-تركيا:محمد سعيد المجاهد
كم هو جميل أن تزور الجمهورية التركية وتتمتع بجمالها وآثارها وتاريخها العريق،ولبد أن تزور المتاحف والأماكن التاريخية الشاهدة على تاريخ الخالد للدولة العثمانية. كانت زيارتنا إلى تركيا الشامخة التي شهدت في العقود الأخيرة تحولات مُهمة جداً ونهضة عُمرانية في عهد الرئيس طيب رجب أورغان الذي جعل من تركيا دولة قوية،ومُحافظة على تاريخها العريق.
ومن الشخصيات البارزة التي التقيناها بإسطانبول الأمير أورهان صاحب الاخلاق الحميدة سيد العطاء الإنساني الخيري حفيذ السطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، و إبنته الأميرة نيلهان عثمان أوغلو وزوجها.
وكعادة أحفاذ السلطان عبد الحميد الثاني أهل العزة و الكرم نزلنا ضيوفاً أعزاء مُتمتعين بلحظات تاريخية لا تُنسى تعرفنا على عادات وتقاليد أسرة السلاطين العثمانيين فعند الأميرة نيلهان في مشروعها الثقافي المُميز الذي يغوص بك الى عالم السلاطين العثمانيين وخاصة عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تتمتع بلذة العزة والشهامة وحياة السلاطين التي لا نُشاهدها الا في الأفلام المسسلسلات التاريخية التركية.
وهذه الزيارة الخالدة لنا لإسطانبول التي جئناها من مدينة الداخلة جنوب المملكة المغربية حاملين معنا المحبة الأخوية للشعب التركي الشقيق ومن شمات المغاربة الافتخار والاعتزاز بالتاريخ الإسلامي المجيد وخاصة في عهد الدولة العثمانية اهدت فعاليات المجتمع المدني المغربي جلباب مغربي للأمير أورهان والزي الصحرواي للأميرة نيلهان عربوناً على الأخوة التركية المغربية. العريقة. وتُعدّ الأميرة نيلهان عُثمان أوغلو، من أبرز أحفاد السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني رحمه، وهي التي تُحافظ الآن على تراثه بعد سنوات طويلة من رحيله.
وحفيدة السلطان عبد الحميد الثاني سيدة وليست كسائر السيدات مُثقفة ذكية تُشرف المرأة التركية بصفة خاصة والمًسلمة بصفة عامة. ويُذكر أن السلطلن عبد الحميد الثاني رحمه الله، اعتلى العرش العثماني، في 31 أغسطس/آب 1876، ليكون آنذاك السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرين من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة.
وجاء صعوده إلى العرش بعد خلع شقيقه مراد الخامس وعمه السلطان عبد العزيز، على خلفية مساعي رجال الدولة والإداريين لتأسيس صيغة إدارة مشروطية (دستورية) لحكم الدولة العثمانية.
وبعد ذلك بوقت قصير، جرى إعلان أول دستور للدولة العثمانية الذي عُرف باسم “القانون الأساسي”، في 23 ديسمبر/كانون الأول 1876. واجه السلطان عبد الحميد العديد من المشاكل فور اعتلائه العرش، ولعل أبرزها إعلان روسيا الحرب على الدولة العثمانية في 24 أبريل/نيسان 1877. جمع السلطان عبد الحميد مراكز إدارات الدولة في قصر يلدز، بدعم وتأييد من بعض رجال الدولة، وأسس جهاز استخبارات قوي عُرف باسم “جهاز يلدز للاستخبارات”
. حافظ السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، خلال فترة حُكمه على نمط حياة بسيط، ولم يتوان قط عن المساهمة في دعم خزينة الدولة من ماله الخاص، وخفض مصاريف القصر إلى الحد الأدنى.
وسعى السلطان عبد الحميد إلى نشر الإسلام في أقاصي الأرض مثل جنوب إفريقيا واليابان، من خلال ارسال العلماء، وأمر بتشييد خط الحجاز الحديدي المُمتد من دمشق إلى مكة.
وتعتبر قضية فلسطين، من المسائل المُهمة التي أبدى فيها السلطان عبد الحميد رحمه الله، صلابة وحقق فيها نجاحاً جُزئياً؛ حيث رفض عرضاً من الصهاينة بسداد الديون الخارجية، مقابل إقامة دولة لليهود في فلسطين.
كما اتخذ السلطان عبد الحميد رحمه الله، سلسلة من التدابير للحيلولة دون هجرة اليهود إلى فلسطين، من أصقاع العالم، واستيطانهم فيها. في العاشر من فبراير/شباط 1918، توفي عبد الحميد الثاني، وبتعليمات من السلطان رشاد جرى دفنه بعد يوم من وفاته في مقبرة السلطان محمود الثاني، بعد مراسم تأبين خاصة بالسلاطين. ولدى السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، العديد من الأحفاد ممن لا زالوا حالياً على قيد الحياة، حيث يقيم بعضهم في بلدان عربية، وآخرون في تركيا، فيما يتواجد البعض الآخر في بلدان غربية.