إدريس الخوخي
شهدت جماعة الساحل الشمالي، التابعة لعمالة طنجة أصيلة، يوم الأربعاء، محطة انتخابية بارزة تمثلت في انتخاب محمد أخريف، عن حزب الاتحاد الدستوري، رئيساً جديداً لمجلس الجماعة. جاء هذا الانتخاب بعد عزل الرئيس السابق، عبد الحميد الكنوني، المنتمي لنفس الحزب، بقرار صادر عن المحكمة الإدارية بطنجة
. قرار المحكمة الإدارية بعزل عبد الحميد الكنوني جاء إثر شكاية تقدم بها والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، السيد يونس التازي. الشكاية تضمنت اتهامات بخروقات في قطاع التعمير داخل الجماعة، ما دفع ولاية الجهة إلى تشكيل لجنة تحقيق مختصة.
وبعد التحقق من صحة المعطيات، أحيل الملف إلى القضاء الإداري الذي أصدر حكمه النهائي بعزل الكنوني من منصبه. تجدر الإشارة إلى أن هذه الخروقات أثارت استياء سكان الجماعة، خصوصاً مع تراكم المشاكل المتعلقة بالتعمير والعقار، والتي أثرت سلباً على التنمية المحلية وبيئة الاستثمار في المنطقة
محمد أخريف، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس السابق، حظي بثقة أغلبية أعضاء المجلس خلال جلسة التصويت. ويأتي انتخابه في إطار سعي المجلس إلى تجاوز الأزمات السابقة وفتح صفحة جديدة تركز على الإصلاح والتطوي
. وأكد أخريف في أول تصريح له عقب انتخابه أن أولوياته ستكون العمل على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ومعالجة الاختلالات السابقة، خاصة تلك المرتبطة بقطاع التعمير. أمام الرئيس الجديد تحديات كبيرة تتمثل في استعادة ثقة الساكنة التي تأثرت بفعل الخروقات السابقة، إلى جانب النهوض بالمشاريع التنموية المتعثرة في الجماعة.
ويعتبر قطاع التعمير من أبرز الملفات التي تنتظر تدخلاً عاجلاً، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية والالتزام بالقوانين المعمول بها. لقي انتخاب أخريف رئيساً لمجلس الجماعة ترحيباً من طرف بعض الفاعلين المحليين الذين عبروا عن أملهم في أن يشكل هذا التغيير نقطة انطلاق نحو تحسين الأداء الجماعي. في المقابل، دعت أصوات أخرى إلى ضرورة متابعة أي خروقات محتملة في المستقبل لضمان استقرار العمل الجماعي والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة.
يمثل انتخاب محمد أخريف كرئيس جديد لجماعة الساحل الشمالي خطوة مهمة نحو معالجة المشاكل السابقة وفتح آفاق جديدة للتنمية. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المرحلة مرهوناً بقدرة المجلس على تحقيق تطلعات المواطنين والالتزام بمعايير الحكامة الرشيدة، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة لإصلاح قطاع التعمير وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.