ميلودة جامعي
في ظل تفاقم أزمة النفايات في أحياء مدينة تامنصورت، أقدم مجلس جماعة حربيل تامنصورت على إطلاق حملة نظافة شاملة تهدف إلى التخفيف من معاناة السكان مع تراكم الأزبال. تأتي هذه الحملة رغم الخلافات السياسية بين أعضاء المجلس، والتي بلغت ذروتها خلال الدورة الاستثنائية المنعقدة يوم الأربعاء 15 يناير 2025، حيث رفضت المعارضة برمجة نقطة تتعلق بتقييم وضعية قطاع النظافة ضمن جدول الأعمال.
تعيش مدينة تامنصورت منذ مدة طويلة أزمة بيئية وصحية ناتجة عن سوء تدبير قطاع النظافة من طرف الشركة المفوض لها. ويتهم السكان الشركة بعدم الوفاء بالتزاماتها، ما أدى إلى تراكم النفايات في العديد من الأحياء، وانتشار الروائح الكريهة، وتزايد انتشار الحشرات.
هذه الوضعية دفعت بالمجلس الجماعي إلى التدخل العاجل عبر تنظيم حملة نظافة تستهدف المناطق المتضررة. خلال الدورة الاستثنائية لشهر يناير، رفضت المعارضة داخل المجلس الجماعي برمجة نقطة في جدول الأعمال تتعلق بمناقشة أزمة النظافة ومراجعة أداء الشركة المفوض لها. وأوضحت المعارضة أن مناقشة الموضوع في ظل غياب خطط واضحة وحلول ملموسة سيكون غير مجدٍ، معتبرة أن الأولوية يجب أن تُمنح لتفعيل رقابة صارمة وإلزام الشركة بتنفيذ التزاماتها التعاقدية
. رغم التوترات السياسية، انطلق المجلس الجماعي في حملة نظافة موسعة باستخدام شاحنة وجرافة لجمع النفايات المتراكمة. وشملت الحملة أحياءً عدة من المدينة، مع التركيز على النقاط السوداء التي تشهد تراكمًا كبيرًا للنفايات
. وتأتي هذه الخطوة كاستجابة فورية للتخفيف من الأضرار البيئية التي تهدد صحة السكان، إضافة إلى تحسين المشهد العام للمدينة. أهداف الحملة تهدف حملة النظافة إلى: إزالة التراكمات الكبيرة للنفايات من الأحياء.
تحسين جودة الحياة اليومية للسكان
. تعزيز الثقة بين المجلس الجماعي والمواطنين. وضع حلول مؤقتة لحين إعادة النظر في تدبير القطاع. لاقى هذا التحرك من المجلس استحسانًا محدودًا من قبل السكان، الذين يرون أن الحملة تمثل إجراءً مؤقتًا لا يعالج جوهر المشكلة
. وطالب المواطنون بضرورة مراجعة عقد الشركة المفوض لها قطاع النظافة، والعمل على تحسين الرقابة على أدائها، مع ضمان استمرارية التدخلات الجماعية في هذا المجال. أزمة النفايات في تامنصورت تبرز الحاجة الملحة لتجاوز الخلافات السياسية داخل المجلس الجماعي، والعمل على وضع حلول استراتيجية ومستدامة.
ويرى متابعون أن نجاح المجلس في معالجة هذه الأزمة يعتمد بشكل كبير على مدى التزامه بتنفيذ إصلاحات شاملة، بما في ذلك تحسين آليات التعاقد مع شركات التدبير المفوض ومراقبة أدائها.
رغم الجدل السياسي الذي طغى على الدورة الاستثنائية، أثبت مجلس جماعة حربيل تامنصورت قدرته على اتخاذ خطوات عملية لمعالجة الأزمات اليومية التي تواجه السكان. إلا أن تحقيق بيئة نظيفة ومستدامة يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف، بما في ذلك المعارضة، لضمان حل جذري ومتكامل لمعضلة النفايات التي تؤرق المدينة وساكنيها.