ميلودة جامعي المواطن 24
مع استمرار أزمة الجفاف التي دخلت عامها السابع وتسببت في تداعيات سلبية واسعة النطاق على القطاع الفلاحي وتربية الماشية، أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن إطلاق إحصاء وطني شامل لقطيع الماشية. تأتي هذه الخطوة في سياق محاولات الحكومة مواجهة الارتفاع غير المسبوق في أسعار اللحوم الحمراء، ووسط نقاش متزايد حول إمكانية إلغاء شعيرة عيد الأضحى هذا العام
. في جلسة عمومية بمجلس النواب يوم الاثنين، أوضح الوزير أن الهدف من الإحصاء هو تقييم حجم القطيع الوطني وتوزيعه الجغرافي في مختلف جهات المملكة
. سيسمح هذا التقييم بتحديد ما إذا كان القطيع كافياً لتلبية احتياجات المواطنين، لا سيما مع اقتراب موسم عيد الأضحى الذي يمثل ذروة الطلب على المواشي. وأشار الوزير إلى أن الإحصاء الجاري يشمل دراسة دقيقة لمعدلات الولادة والوفيات في القطيع، بالإضافة إلى رصد الآثار التي خلفها الجفاف على الإنتاج الحيواني.
وتهدف هذه العملية إلى تمكين الحكومة من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الخطوات القادمة، بما فيها الخيارات المتعلقة بعيد الأضحى. أدى الجفاف المتواصل إلى نقص شديد في الأعلاف والمياه، مما أثر بشكل مباشر على تربية المواشي وزيادة تكاليف الإنتاج. هذا الواقع انعكس على أسعار اللحوم الحمراء التي شهدت ارتفاعاً كبيراً، حيث أصبحت تشكل عبئاً إضافياً على الأسر المغربية
. وفي سياق حديثه، أشار الوزير إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز دعم المربين، من خلال توفير الأعلاف بأسعار مدعومة وتسهيل الوصول إلى مصادر المياه لتخفيف الضغط على هذا القطاع الحيوي.
رغم الدعوات المتزايدة من بعض الأطراف لإلغاء شعيرة عيد الأضحى هذا العام بسبب الأزمة، لم يؤكد الوزير بشكل قاطع ما إذا كانت الحكومة ستتخذ هذه الخطوة. وصرح قائلاً: “الإحصاء الجاري سيمكننا من تحديد الوضع بدقة، وسنتخذ القرار بناءً على معطيات واقعية تضمن مصلحة المواطنين والقطاع الفلاحي.
” وأشار الوزير إلى أن عيد الأضحى يمثل قيمة دينية واجتماعية كبيرة للمغاربة، وأن أي قرار يتعلق به يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه الأبعاد، إلى جانب الظروف الاقتصادية والمعيشية الحالية.
أثار النقاش حول احتمال إلغاء عيد الأضحى جدلاً واسعاً بين المغاربة.
فبينما يرى البعض أن إلغاء الشعيرة أو تأجيلها قد يكون حلاً مؤقتاً لتخفيف الضغط على المربين والأسواق، يعبر آخرون عن رفضهم لأي خطوة من هذا القبيل، مشددين على أهمية المحافظة على الشعيرة مهما كانت الظروف. تعهد وزير الفلاحة بمواصلة مراقبة الوضع عن كثب وتقديم تقارير دورية حول نتائج الإحصاء الوطني.
كما أشار إلى أن الحكومة ستعمل على تعزيز إجراءات استثنائية لدعم المربين وضمان استقرار الأسعار، سواء تم الاحتفاظ بشعيرة عيد الأضحى أو اتخاذ قرار آخر. يترقب المغاربة بشغف إعلان نتائج الإحصاء وقرار الحكومة النهائي بشأن عيد الأضحى، في ظل تحديات الجفاف وارتفاع الأسعار التي ألقت بظلالها على حياة المواطنين والقطاع الفلاحي على حد سواء.