المواطن24
لازالت معاناة ساكنة جماعة تيديلي فطواكة بنواحي دمنات التابعة لتراب إقليم أزيلال مع إشكالية تمدرس أبناءهم تتفاقم يوما بعد يوم، بالرغم من الصيحات المدوية والشكايات المرفوعة إلى الجهات المعنية، سواء من طرف جمعية الآباء وأمهات وأولياء التلاميذ، أو من السكان المغلوب على أمرهم.
إلا أنها تبقى عبارة صيحات في واد وشكايات تذهب أدراج الرياح. والحادث الذي وقع يوم الأربعاء الماضي يجسد مدى شدة هذه المعاناة والأوضاع المؤلمة التي يعيشها التلاميذ وأسرهم، حيث انقلبت إحدى حافلات النقل المدرسي، أسفرت عن إصابة 9 تلاميذ، تم نقلهم إلى المستشفى، إصابة بعضهم على مستوى المفاصل، وتلميذة أصيبت بكسر على مستوى الوجه، في حين أن البقية تعرضت لإصابات خفيفة وهلع شديد.
وتعود أسباب هذا الحادث إلى الأوضاع التي يعاني منها التمدرس بالعالم القروي، لا سيما بهذه الجماعة القروية، التي تعرف اكتظاظا من ناحية عدد التلاميذ المسجلين بالمؤسسة التعليمية الوحيدة المتواجدة بالمنطقة، والبالغ عددهم 600 تلميذ وتلميذة
. إضافة إلى المسافة الفاصلة بين الإعدادية والدواوير التي تصل إلى 10كلم، ناهيك عن قلة عدد حافلات النقل المدرسي التي لا تتجاوز 3 سيارات. وهو ما يدفع السائقين إلى القيام بعدة رحلات لنقل التلامذة من وإلى المدرسة وسكناهم خلال الزمن المدرسي اليومي. مما يتسبب في حالات الإرهاق النفسي والجسدي لا بالنسبة للتلاميذ والتلميذات، أو للسائقين
. وإذا كانت الساكنة والسلطات المحلية والجهات المعنية على علم بأسباب وتداعيات هذا الحاث، وهم يتوجسون بين الفينة والخرى من وقوع مثل هذه الحوادث التي تهدد سلامة أبناءهم، فالسؤال المطروح إلى متى سيبقى هؤلاء التلامذة يؤدون على حساب أجسادهم وأرواحهم فاتورة التسيير العشوائي واللامبالاة في تدبير الشأن المحلي القروي؟ ذلك أن تخصيص 3
سيارات للنقل المدرسي لحوالي 600 تلميذ وتلميذة يعد ليس فقط نقصا في أسطول النقل وإنما يعتبر حلا ترقيعيا لا يفي بالخلاص.
إذ أن السبيل الوحيد للحد من نزيف هذه المعاناة هو إحداث مؤسسة تعليمية أخرى، مجاورة للدواوير البعيدة عن مركز الجماعة القروية. وهذا المطلب الاجتماعي ما فتئت تنادي به الساكنة أثناء وقفاتها الاحتجاجية أمام السلطات المعنية. ولكن لحدلا حياة لمن تنادي
. إن الوعاء العقاري بالعالم القروي لا يطرح إشكالا لدى الجهات المسؤولة إذا ما كانت ترغب بالفعل في إحداث مؤسسة تعليمية أخرى للتنفيس على معاناة الأسرة والتلميذ. كما أن الجماعة القروية وأكاديمية التعليم بالجهة الترابية لهما من الموارد المالية والبشرية لبناء أكثر من مؤسسة تعليمية.