توفيق مباشرالموطن 24 
يعتبر الاحتفاء بذكرى وفاة الملك محمد الخامس، شخصية بارزة في تاريخ المغرب، مناسبة سنوية تحمل دلالات عميقة تعكس التضحيات التي قدمها من أجل تحرير الوطن واستعادة استقلاله.
ففي الذكرى السادسة والستين لرحيل أب الأمة وبطل التحرير، تم إحياء هذه الذكرى بزيارة وفد من حزب جبهة القوى الديمقراطية إلى ضريح الملك محمد الخامس، حيث تم قراءة الفاتحة ترحمًا على روحه وروح الملك الحسن الثاني.ذ
هذه الزيارة ليست مجرد تقليد سنوي، بل هي تجسيد لفهم أعمق للتاريخ المغربي وللارتباط الوثيق بين العرش والشعب. الأمين العام للحزب، الدكتور المصطفى بنعلي، قدّم كلمة مسجلة في الدفتر الذهبي، تناول فيها أهمية هذه المناسبة الوطنية وما تحمله من معاني الوفاء والإخلاص. لقد أكد في تصريحه الصحفي على أهمية استحضار المسيرة النضالية للملك محمد الخامس الذي عرف كيف يقود ركب الأمة نحو التحرير، حيث كانت قيادته الحكيمة سببًا في توحيد الصفوف وتلاحم العرش والشعب في مواجهة الاستعمار
. يعتبر الملك محمد الخامس رمزًا لما يمكن أن تحققه الوطنية الحقيقية من تضحيات، إذ واجه المنفى بشموخ وإصرار، مؤكدًا أن العرش والشعب هما كيان واحد لا يتجزأ. كما استحضر الأمين العام مقولته الشهيرة، “انتقلنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”، ليشدد على أن الاستقلال لم يكن نهاية المطاف، بل بداية رحلة جديدة نحو البناء والتنمية.
هذه الرؤية لا تزال حاضرة في الوجدان المغربي، فالصمود أمام التحديات يمثل جزءًا لا يتجزأ من الرسالة التي تركها الملك محمد الخامس
. وفي ختام تصريحه، أكد الأمين العام على أن إحياء هذه الذكرى يعتبر تجديدًا للعهد، مشددًا على ضرورة مواصلة الجهاد الأكبر، الذي يتطلب ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز التنمية المستدامة وتقوية الوحدة الوطنية تحت راية الملك محمد السادس.
فهو يعكس الالتزام الوطني بمواصلة المسيرة نحو مغرب قوي وجديد، مستندًا إلى مشاعر الحب والتضامن التي تميز العلاقة
بين العرش والشعب، والتي كانت قائمة عبر التاريخ. إن رحيل الملك محمد الخامس يظل ذكرى عطرة في نفوس المغاربة، وتضحياته تمثل نورًا يهدي الأجيال القادمة نحو الصمود والتمسك بالهوية الوطنية. فهي دعوة للانفتاح على العصر مع التمسك بجذور الهوية، متمنين له الرحمة والمغفرة في جنات النعيم.



