Almouaten 24 -المواطن 24
بجماعة خميس متوحبقلوب يعتصرها الألم والأسى، تابعت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب المشاهد الصادمة التي وثقتها مقاطع الفيديو المتداولة، والتي تظهر اعتداء وحشيا لا يمت للإنسانية بصلة على سيدة مسنة ضعيفة، تعرضت للضرب والإهانة والقهر دون أي رحمة أو شفقة في واحدة من أبشع صور العنف الذي يستهدف
الفئات الهشة داخل مجتمعنا.إن ما جرى في جماعة خميس متوح بإقليم الجديدة ليس مجرد اعتداء عادي، بل هو جريمة نكراء تمس جوهر الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان الأساسية، حيث تعرضت هذه السيدة المسنة التي يفترض أن تحاط بالرعاية والاحترام لوحشية غير مبررة من قبل أشخاص تجردوا من كل معاني الإنسانية فقط بسبب نزاع حول قطعة أرض! وهل
أصبح العنف والإهانة لغة الحوار الوحيدة لحل النزاعات؟ هل فقدنا إحساسنا بالرحمة تجاه من أفنوا عمرهم ليكبر غيرهم؟إن الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب إذ تستحضر بشاعة هذا الفعل الإجرامي،
تعلن:●إدانتها القاطعة والمطلقة لهذا الاعتداء غير الإنساني الذي يرقى إلى مستوى جريمة مكتملة الأركان ضد حقوق الإنسان.●تضامنها التام والمطلق مع السيدة المسنة الضحية، ومع كل من طالهم هذا العنف الغاشم وتؤكد مساندتها لهم قانونيا وإنسانيا.●مطالبتها الجهات القضائية المختصة بالتدخل العاجل لإنصاف هذه السيدة ومعاقبة الجناة بأقصى العقوبات التي
ينص عليها القانون، حماية لكرامة الإنسان وضمانا لعدم إفلات المعتدين من المحاسبة.●تحذيرها من انتشار ثقافة العنف الأسري والمجتمعي، خاصة حين تستهدف الفئات الأضعف ككبار السن والنساء، وهو أمر يتنافى مع كل المبادئ الدينية، والأعراف الأخلاقية، والقوانين الوطنية والدولية التي تحمي حقوق الإنسان.●دعوتها إلى تعزيز آليات الحماية القانونية
والاجتماعية لكبار السن، باعتبارهم جزءا أصيلا من نسيج المجتمع، ومن واجبنا جميعا أن نضمن لهم حياة كريمة خالية من العنف والإهانة.إن السكوت عن مثل هذه الجرائم، أو التساهل مع مرتكبيها، يعني قبولا ضمنيا بتطبيع العنف كوسيلة لحل
الخلافات، وهو ما لا يمكن أن نسمح به تحت أي ظرف. لذا نؤكد في الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب أننا لن ندخر جهدا في متابعة هذه القضية حتى ينال المعتدون جزاءهم العادل، وحتى تتحقق العدالة لهذه السيدة التي تمثل اليوم صوت كل مسن مظلوم، وصورة لكل من يعاني بصمت تحت وطأة العنف والتهميش.كرامة الإنسان ليست محل تفاوض، ولن نسكت على إهانتها.امضاء: عبد الرحمن خنوس الأمين العام للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب.



