المواطن 24…ورزازات.
عبد الله أيت المؤدن
. للأسبوع الرابع على التوالي، يشتعل فتيل الوعي الصحي في إقليم ورزازات، حيث يقود المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر حملة تحسيسية مكثفة ومستمرة حول “زيارات تتبع الحمل”
. و هذه المبادرة الحيوية، التي تأتي في قلب الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تحت شعار قوي ومؤثر: “نعجلو ونكملو زيارات تتبع الحمل… نحافظو على صحة الأم والطفل”، تحظى بتغطية واهتمام واسعين، وتستمر فعالياتها حتى 08 ماي 2025 .

وداخل أسوار وحدتي الأمومة وطب الأطفال بالمركز، تتواصل جهود الأبطال الحقيقيين – الأطر الطبية والتمريضية المتخصصة – الذين يبذلون قصارى جهدهم لترسيخ ثقافة صحية سليمة لدى النساء الحوامل، ثم نصائح وإرشادات قيمة تُقدم يوميًا، بهدف أساسي هو تعزيز الوعي بأهمية الانتظام في زيارات تتبع الحمل، تلك المحطات الحاسمة التي تضمن سلامة الأم والجنين على حد سواء.
كما لا تتوقف الحملة عند حدود فترة الحمل فحسب، بل تمتد لتشمل “الألف يوم الأولى” من حياة الطفل، تلك المرحلة الحساسة التي تشكل أهمية كبرى لصحته ونموه المستقبلي

. و هذه الزيارات ليست مجرد فحوصات روتينية، بل هي رحلة متكاملة من التوعية الصحية الشاملة، والدعم النفسي العميق، والكشف المبكر عن أي تحديات صحية محتملة قد تعترض طريق الأم أو وليدها.
كم تمنح زيارات تتبع الحمل الأم الحامل فرصة لا تقدر بثمن لتلقي جرعات مركزة من التوجيهات الصحية الضرورية كتغذية سليمة ومتوازنة، وقسط وافر من الراحة، وكيفية التعامل الأمثل مع التغيرات الجسدية والنفسية المصاحبة للحمل – كلها مواضيع حيوية تُناقش بتفصيل وعناية.
والأهم من ذلك، تفتح هذه اللقاءات أبواب الحوار والتساؤل، حيث تجد الأمهات آذانًا صاغية وقلوبًا رحبة من متخصصي الرعاية الصحية للإجابة على استفساراتهن وتقديم الدعم اللازم. وفي خطوة مبتكرة تعكس حرص المركز الاستشفائي على
الوصول إلى أوسع شريحة من المستفيدين، تم تركيب شاشات تلفزيونية حديثة في مواقع استراتيجية: مصلحة المستعجلات، ووحدة طب الأطفال، ومركز التشخيص. هذه الشاشات لا تعرض برامج ترفيهية، بل تبث رسائل توعوية وتحسيسية أنتجتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تركز بشكل أساسي على الضرورة القصوى لزيارات تتبع الحمل
. وهذه المبادرة الذكية تحول أوقات الانتظار إلى فرص للتثقيف الصحي، وتغرس بذور الوعي في عقول ووجدان المرتفقين والزوار. نحو مستقبل أكثر صحة وأمانًا للأمهات والأطفال وتهدف هذه الحملة الوطنية الطموحة إلى تعزيز النجاحات التي تحققت بالفعل في مجال الرعاية الصحية قبل الولادة، والتي أثبتت فعاليتها علميًا في خفض معدلات المراضة والوفيات بين الأمهات والمواليد الجدد.

والأكثر من ذلك، تسعى الحملة إلى توسيع آفاق العمل ليشمل تلك “الألف يوم الأولى” الحاسمة، تلك الفترة الذهبية التي تملك القدرة على رسم ملامح مستقبل صحي ومزدهر لأجيال الغد.
وجدير بالذكر أن جهود المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات، برعاية المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تمثل نموذجًا يُحتذى به في العمل الدؤوب والتفاني من أجل صحة المجتمع. ومع استمرار حملة “نعجلو ونكملو”، يبقى الأمل معقودًا على تحقيق أهدافها النبيلة، وترسيخ ثقافة صحية قوية تحمي أمهات وأطفال إقليم ورزازات.



