Almouaten 24 -المواطن 24
في مشهد يعكس تناقضًا صارخًا في سلوك المواطن المغربي، اشتكى عدد من المواطنين في الأيام الماضية من غلاء المعيشة واستحالة توفير مصاريف عيد الأضحى، مطالبين بتدخل الدولة أو حتى إلغاء الشعيرة مؤقتًا. غير أنه، وبمجرد صدور قرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة بسبب الضغط على قطعان الماشية بعد سنوات متتالية من الجفاف.
تفاجأ الرأي العام بتهافت المواطنين على اقتناء أحشاء الأضاحي، خصوصًا “الدوارة”، التي وصل سعرها في بعض الأسواق إلى 700 درهم. هذا التناقض يثير تساؤلات حول الوعي الاستهلاكي، ومدى صدق الشكاوى، في ظل ضغط اجتماعي يجعل الكثيرين يسعون للاحتفال ولو بأبسط ما يمكن، مخافة الإقصاء أو نظرة المجتمع. من جهة أخرى، استغل بعض البائعين الوضع لممارسة المضاربة ورفع الأسعار بشكل غير مبرر. المشهد يكشف أن أزمة العيد ليست فقط أزمة جيوب، بل هي أيضًا أزمة وعي وثقافة استهلاكية تحتاج إلى مراجعة جماعية.



