Almouaten 24 -المواطن 24
ابسام لهلالي
منذ تعيينه على رأس عمالة إقليم سيدي سليمان في أكتوبر من سنة 2024، يعمل إدريس الروبيو على إرساء نمط جديد من الحكامة المحلية، مبني على القرب الفعلي من المواطنين، وفتح قنوات الحوار مع مختلف الفاعلين، في سبيل إعادة الثقة في الإدارة، وتحريك دواليب التنمية بالإقليم الذي عانى طويلاً من التهميش والتعثرات المتكررة.
العامل الجديد اختار أن ينزل إلى الميدان، بعيداً عن المكاتب الوثيرة، حيث باشر زيارات تفقدية لمختلف الجماعات القروية والحضرية، بهدف تشخيص دقيق للاحتياجات، وتحديد مكامن الخلل، وذلك من خلال الاستماع المباشر للسكان وممثليهم.
وهي مقاربة عملية تندرج ضمن روح المفهوم الجديد للسلطة الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس، والقائم على التفاعل، والإنصات،
والمساءلة. ووفق ما أوردته مصادر محلية متطابقة، فقد شرع الروبيو منذ الأسابيع الأولى في إصلاحات داخلية شملت هيكلة بعض مصالح العمالة، وتفعيل آليات المحاسبة وربط المسؤولية
بالمحاسبة، مع توجيه رسائل واضحة إلى مسؤولي المصالح الخارجية، مفادها أن زمن التساهل مع التقاعس قد ولّى
. كما لمس متابعون محليون حرص العامل على النأي بنفسه عن التجاذبات السياسوية، مع التركيز على خدمة المصلحة العامة، حيث أظهر صرامة في التعامل مع بعض المحاولات الرامية إلى
توظيف الإدارة لأغراض انتخابوية أو شخصية.
وتميزت منهجيته بإعطاء الأولوية للكفاءة والالتزام، دون اعتبار للانتماء السياسي أو الخلفيات الشخصية. ويرى مهتمون بالشأن المحلي أن
الرهان الأكبر أمام العامل الجديد يتمثل في المساهمة في ترشيد الحقل السياسي بالإقليم، الذي لا يزال يعاني من هيمنة بعض الوجوه التي راكمت نفوذاً انتخابياً على حساب التنمية، مستفيدة من
شبكات الزبونية والريع.
في هذا السياق، يراهن عدد من الفاعلين على أن يواكب هذا التغيير الإداري بنخب سياسية جديدة، أكثر نزاهة ومسؤولية، تؤمن بأن تدبير الشأن المحلي مسؤولية
جماعية، لا وسيلة للاغتناء أو تصفية الحسابات.
وفي انتظار ما ستسفر عنه هذه الدينامية الجديدة، يبقى الأمل معقوداً على تكامل الأدوار بين السلطة والمجتمع المدني والمواطنين، من أجل جعل سيدي سليمان نموذجاً لتدبير ترابي ناجع، عنوانه الشفافية، الفعالية، والتعاون البناء.


