مراسلة خاصة
Almouaten 24 -المواطن 24
دعا لخضر حدوش، رئيس مجلس عمالة وجدة-أنجاد، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة الحادة التي تعيشها مقابر مدينة وجدة، مقترحا إغلاق “مقبرة الشهداء” بشكل نهائي أمام عمليات الدفن وتحويلها إلى فضاء للزيارة فقط، وذلك بسبب اكتظاظها الشديد وما ينتج عنه من مشاكل تمس بحرمة الأموات. جاءت دعوة حدوش خلال زيارة ميدانية لمقبرة سيدي معافة، حيث سلط الضوء على واقع مشترك تعاني منه معظم مقابر المدينة.
وقال حدوش: “ما يسري على مقبرة سيدي معافة يسري على جميع المقابر، وخاصة مقبرة الشهداء التي امتلأت وعرفت عدة مشاكل”. وأوضح أن الاكتظاظ بلغ حدا لم يعد يفصل فيه بين القبور أي ممرات، مما يضطر الزوار إلى المشي فوق قبور أخرى للوصول إلى ذويهم، وهو ما يتنافى مع “حرمة المقابر الواجبة”
. وشدد رئيس مجلس العمالة على أن “مقبرة الشهداء” أصبحت تشكل “مشكلا كبيرا”، مؤكدا على ضرورة إغلاقها الفوري أمام عمليات الدفن.
لم تقتصر دعوة حدوش على مقبرة الشهداء وحدها، بل شملت جميع مقابر وجدة التي تحتاج، على حد تعبيره، إلى “التفاتة من المنتخبين والسلطات”
. وأشار إلى أن هذه الفضاءات تحمل رمزية كبيرة لدى سكان المدينة، حيث ترقد فيها أجيال من عائلاتهم، مما يستوجب صيانة مستمرة للحفاظ على كرامة الموتى وتوفير ظروف لائقة للدفن والزيارة. كما وجه نداء إلى المجلس العلمي المحلي للتدخل في هذه القضية، مؤكدا على أهمية دوره في الحفاظ على حرمة المقابر
. كبديل عملي، أشار حدوش إلى ضرورة توجيه عمليات الدفن نحو المقبرة الجديدة التي تقع على طريق جرادة. وكانت هذه المقبرة، قد افتتحت في يناير 2020 بهدف تخفيف الضغط على المقابر القديمة وتوفير ما يقارب 15,000 قبر جديد.
وقد أشرف على افتتاحها رئيس المجلس العلمي الجهوي، مصطفى بنحمزة، مما يعكس أهميتها في حل أزمة المدافن التي تعاني منها المدينة منذ سنوات.
وتأتي تصريحات رئيس مجلس عمالة وجدة-أنجاد لتسلط الضوء مجددا على قضية تؤرق سكان المدينة منذ فترة طويلة، حيث يعاني الأهالي من صعوبة إيجاد أماكن لدفن موتاهم ومن حالة الإهمال التي طالت العديد من المقابر.
كما تتزامن مع شكاوى مستمرة من ممارسات غير قانونية واستغلال لمعاناة أهالي الموتى داخل هذه الفضاءات.



