جريدة المواطن 24 المراسل خليل لغنيمي
في مشهد يندى له الجبين ويدمي القلوب، اهتز الرأي العام بإقليم الجديدة على وقع جريمة شنيعة ذهب ضحيتها طفل يتيم قاصر، يدعى البشير ظ.، بعد أن تعرض لاغتصاب وحشي من طرف مجموعة من المجرمين بموسم مولاي عبد الله أمغار، حيث تحولت لحظات البراءة إلى كابوس لن يُمحى من ذاكرة هذا الطفل البريء
. إن ما حدث لا يعد فقط جريمة ضد قاصر ضعيف بلا سند، بل هو جرح نازف في ضمير المجتمع، وصفعة مدوية على وجه كل من يتغنى بحقوق الإنسان وحماية الطفولة. كيف يمكن لموسم ديني وتراثي عريق أن يتحول إلى مسرح لانتهاكات خطيرة، في غياب إجراءات وقائية صارمة تضمن الأمن وتحمي الأطفال من براثن الذئاب البشرية؟
إن قضية البشير ليست مجرد ملف جنائي، بل هي اختبار حقيقي لقدرة الدولة ومؤسساتها على حماية الفئات الهشة، وعلى رأسها الأطفال اليتامى الذين لا يملكون سوى حضن الوطن سندًا وعدلاً
. من هذا المنبر، نرفع صوتنا عاليًا لمطالبة السلطة القضائية باتخاذ أشد الإجراءات الزجرية في حق الجناة، وعدم التساهل مع أي شكل من أشكال التواطؤ أو التغطية. فالمجرمون الذين تجردوا من كل إنسانية لا مكان لهم في مجتمع يسعى للأمن والعدالة. كما ندعو إلى اتخاذ تدابير وقائية استعجالية في مثل هذه التظاهرات الكبرى، عبر تعزيز التواجد الأمني ومواكبة خاصة لحماية الأطفال والنساء
إن التضامن مع البشير اليوم ليس تضامنًا مع طفل واحد فقط، بل هو دفاع عن كرامة الطفولة المغربية بأكملها، وعن الحق في العيش بأمان في وطن يُفترض أنه يكفل الحماية لأضعف فئاته.
وقد اعربت كل الهيئات الحقوقية باقليم الجديدة تضامنها المطلق مع الطفل البتيم البشير مستعدة لدخولها على الخط في هذه الجريمة البشعة وليعلم الجميع أن السكوت عن مثل هذه الجرائم هو مشاركة ضمنية في وقوعها، وأن العدالة الناجزة وحدها قادرة على إعادة الثقة والأمان في نفوس الضحايا وأسرهم، وإعطاء رسالة واضحة بأن كرامة الإنسان وحقوق الطفل خطوط حمراء لا يجوز تجاوزه — جريدة المواطن 24 المراسل خليل لغنيمي



