المواطن24
سطات – اختتمت، السبت بمدينة بن سليمان، فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الوطني للوتار، تحت شعار “إيقاعات المغرب”، الذي نظمته جمعية المغرب العميق لحماية التراث بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وجهة الدار البيضاء سطات.
وعرفت هذه الدورة، التي امتدت على مدى خمسة أيام، بكل من سطات وبرشيد وبن احمد وبن سليمان، مشاركة نخبة من الفنانين والباحثين والممارسين لفن اللوتار من مختلف جهات المملكة، إلى جانب تنظيم عروض فنية، وندوات فكرية، وورشات تكوينية حول التراث الموسيقي الشعبي ودوره في تعزيز الهوية الثقافية المغربية.
وشهدت السهرة الختامية، التي احتضنها المركز الثقافي بمدينة بن سليمان، تقديم فقرات موسيقية متنوعة جمعت بين الإبداع الأصيل والتجديد الفني، بمشاركة فرق تمثل مدارس مختلفة لفن اللوتار، احتفت بثراء التراث المغربي وتنوعه.
كما تم بالمناسبة تكريم مجموعة من رواد هذا الفن تقديراً لعطائهم وإسهامهم في الحفاظ على الذاكرة الموسيقية الوطنية.
وفي تصريح لللجريدة، أكد عبد الله الشخص، رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث، أن المهرجان الوطني للوتار أصبح “فضاءً سنويًا للاحتفاء بالموروث الموسيقي المغربي الأصيل، ومنصةً لتكريم الفنانين الذين نذروا حياتهم لخدمة هذا الفن الشعبي العريق”، مشدداً على أن “الدورة الحالية تميزت بانفتاحها على فئات جديدة من الشباب المبدعين، الذين يسعون إلى تجديد هذا التراث دون المساس بروحه الأصيلة”.
وأضاف السيد الشخص أن تنظيم هذه التظاهرة يعكس الإرادة المشتركة بين الفاعلين الثقافيين والمؤسسات الشريكة من أجل ترسيخ ثقافة الاعتزاز بالهوية الفنية الوطنية، وتشجيع البحث الأكاديمي حول الموسيقى الشعبية المغربية، مؤكداً أن الجمعية ستواصل العمل من أجل تطوير هذا الموعد الثقافي ليشمل مناطق أخرى من المملكة.
وقد تميزت الدورة الثالثة عشرة بتنظيم أنشطة فنية واجتماعية موازية، من ضمنها عروض لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية بالجهة، في مبادرة تهدف إلى جعل الثقافة والتراث وسيلتين للإدماج والتواصل الإنساني.
واختُتمت فعاليات المهرجان بالتأكيد على أهمية الحفاظ على آلة اللوتار كرمز من رموز الهوية الموسيقية المغربية، وبالدعوة إلى إدراج هذا الفن ضمن البرامج التعليمية والتكوينية الفنية، لضمان استمراريته ونقله للأجيال الصاعدة


