[success]المواطن 24/متابعة[/success]
بدأت الدول الإفريقية القليلة التي لا تزال تدعم البوليساريو في مراجعة مواقفها.إثيوبيا أبلغت الرئيس المزعوم لديبلوماسية البوليساريو أنها ملتزمة الآن بالعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وحدها لحل قضية الصحراء.
وعلى الرغم من أن رئيس الدبلوماسية الإثيوبية لم يذكر قضية الصحراء بالاسم، إلا أن مبعوث البوليساريو قد فهم بما فيه الكفاية أن إثيوبيا، التي اعترفت بالانفصاليين لعدة سنوات، والتي تستضيف ما يسمى بـ”سفارتهم”، هي بصدد تغيير موقفها من الصحراء المغربية. يعتبر هذا التغيير في اللهجة أكثر أهمية حيث كانت إثيوبيا تعتبر حتى هذا الوقت من قبل البوليساريو حليفها الدبلوماسي الرئيسي، فأديس أبابا هي مقر الاتحاد الإفريقي، المنظمة الإقليمية الوحيدة في العالم الذي تمكنت البوليساريو من أن تصبح “عضوا” فيها. وبهذه الصفة جاء مبعوث البوليساريو لطلب الدعم في “عاصمة إفريقيا” للمطالبة بعودة افتراضية لقضية الصحراء إلى الاتحاد الإفريقي.
ولم تشر وكالة الأنباء الجزائرية في أي وقت من الأوقات إلى التصريحات الصادمة لوزير الخارجية الإثيوبي. بل إن هذه الوكالة الرسمية الجزائرية ذهبت بعيدا في تضليلها، عندما اتخذت موقعا انفصاليا تابعا للبوليساريو كمصدر لها. ومع ذلك، حتى مع الاعتماد على هذه الوسيلة الإعلامية المزيفة، لم نجد أي أثر لهذا الاجتماع الذي انعقد فعلا في أديس أبابا، ولكن خلاصاتها شكلت صدمة كبيرة لهذه المواقع الانفصالية التي اختارت تجاهله. إن هذا التغيير الجذري في موقف دولة كانت تؤيد في السابق جبهة البوليساريو هو ثاني نكسة دبلوماسية كبرى سجلتها الجزائر والبوليساريو في نفس الأسبوع.
خلال هذا الاجتماع، الذي كان في حقيقة الأمر مناورة دبلوماسية، كان وزراء خارجية الدول المشاركة الأخرى هم الذين ذكروا رؤساء دول الجزائر وكينيا وجنوب إفريقيا وموزمبيق بأن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي غير مخول لتدارس قضية الصحراء. وجاء نفس التذكير على لسان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، الذي اعتبر اجتماع مجلس السلم والأمن هذا غير قانوني.
قرار الاتحاد الإفريقي رقم 693 سيكون في نهاية المطاف هو المحدد لسياسة الرئيس الجديد لمجلس السلم والأمن، النيجيري بانكول أديوي، الذي تولى منصبه رسميا يوم الجمعة 12 مارس، وبالتالي وضع حدا لخداع ومناورات جزائري آخر، اسمه إسماعيل شرقي. سيعود هذا الأخير إلى بلاده محطما ويائسا ومذلا. في الاتحاد الإفريقي، “الزبال”، وهو اللقب الذي يطلق على هذا الجزائري داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، لم يحظ حتى بحفل وداع.